الجزء الاول :
الدولة العادلية الشاهية او ما تعرف بمملكة بيجابور ..
دولة شيعية اسلامية حكمت اجزاء من جنوب
الهند و هضبة الدكن ( المنقطة التي في وسط الهند )
...
قامت هذه الدولة على يد الملك ( الشاه )سنة ١٤٨٩ ميلادي يوسف عادل شاه بعد انهيار و تفكك الدولة البهمنية التي هي الاخرى دولة شيعية كذلك الى دويلات و كانت اهمهما و اكبرها هي مملكة كلكندة ( القطب شاهية ) و هي شيعية و مملكة النظام شاهية و هي شيعية و مملكة بيجابور ( العادل الشاهية ) و هي شيعية .
و دولة العادلية لا تقل شئناً عن الدولة الصفوية و الفاطمية و البويهية .
فالدولة كانت مهتمة للتشيع و الاسلام و استطاعت نشر الاسلام في اقطار جنوب الهند و ايضا كان لها دور بطولي في الدفاع عن الهند ضد الاستعمار البرتغالي
و اولت الدولة اهتماما بالعمران و الشعر و كثر الاهتام في الشعر في دولة و خاصة بين الملوك و كانت لغة الشعر بالفارسية و الاردية ، و كانت محط لعديد من العلماء و الاعلام للشيعة .
ملوك بيجابور :
1- المؤسس يوسف عادل شاه :
هو مؤسس الدولة العادلية
وكان رأس الأسرة العادل شاهية الملك يوسف شاه، أحد أبناء السلطان العثماني مراد الثاني المتوفي سنة ٨٥٤ هجرية وأن أمه أنقذته من الموت على يد السلطان العثماني الذي خلف مراد الثاني، فقد تركته أمانة في عنق تاجر من أهل ساوة يدعی خواجه عماد الدين محمود الساوي الذي تولی تعليمه، واستطاع أن يلتمس طريقه فيما بعد إلى الهند ليدخل في خدمة الملك محمود البهمني، وفي رواية أخرى أنه كان جركسياً من أهل گرجستان باعه خواجة محمود إلى الملك البهمني المذكور، وترقى في خدمته مرورا بمنصب صاحب الخيل في البلاط البهميني ثم ولاية دولت آباد، وبعد ظهور الوهن في السلطة البهيمنية استطاع أن يستقل ببيجابور ويعلن ملكه الخاص والخطبة بأسمه ملكا للبلاد التي كانت تحت إشرافه الفعلي منذ سنة ٨٥٩هجرية وفي القصة التي وردت في تاريخ فرشته أن يوسف عادل شاه هو ابن السلطان محمد فاتح و ان امه باعته
لتاجر ما خوفاً من ان يقتله بايزيد الثاني خليفة محمد الفاتح . 1
وقد دخل عاصمة البهمنية وافدا من ایران وهو شاب ، وكان من مخلصي السلطان حیدر الصفوي ، والد الشاه اسماعیل راس الدولة الصفوية . فتقرب بحذقه وحسن رايه من الملك نظام شاه البهمني . حتى ارتفع عنده و عز لديه . بل وبلغ من الجلالة والشرف أن أحد اولاد الملوك البهنية تزوج ابنته الصغيرة ( ستي بي بي ) ولما أخذت تستقل عمال البهمنية فيما تحت ايديهم من البلاد نشر يوسف لواء الاستقلال على بيجابور ، وكان قائده العزم والنبات والنشاط وفي بدء استقلاله وافته الانباء بان الشاه اسماعيل الصفوي خطب في ایران باسماء الأئمة الأتي عثر عليهم السلام . واعلن بان المذهب الرسمي في ايران هو المذهب الجعفري . وسعى حثيثا لترويجه ، فارتاح لذلك يوسف عادل شاه وقويت عزيمته على الخطبة يوم الجمعة بأسماء الأئمة الاثني عشر ، واضاف الى الأذان الشهادة العلي بالولاية ، وذلك عام 904 هجرية، وهو أول من اقترح الخطبة بأسماء الاثني عشر عليهم السلام في الهند، وسعى لترويج التشيع فيها (2). ثم ارسل العالم الجليل السيد أحمد الهروي الى الشاه اسماعیل مستنجدا به فوعده النصر ، فكان هذا الوعد امضاءا لعزیمته ، وتعزيزا لقواه ، وأمانة القوى اعدائه ، فكانت أعماله متوالية في خدمة مذهب اهل البيت ، و ترویج معارفهم إلى أن لقي ربه .3
و كان عادلا و كريما و حليما مقدما و باسلا و كان شاعراً و له اشعار بالفارسية و كان محب لاهل العلم
و توفى في سنة 916 هجرية و عندما علم الشاه اسماعيل الصفوي بوفاته ارسل سفيره التركماني الى بلاط بيجابور و حمله ناطقا و سيفا مرصعا و تحف كثيرا الى ابنه الملك اسماعيل عادل شاه . 4
و ذكر المحقق اقا برزك الطهراني قدس سره
ديوان ليوسف عادل شاه
(ديوان عادلشاه دكنى) يأتي باسمه يوسف عادلشاه في حرف الياء .5
2- الملك اسماعيل عادل شاه
إسماعيل عادلشاه بن يوسف عادلشاه وقال كان أبوه قد عهد اليه بالملك ووافقه على ذلك الأمراء فأحسن السيرة مع قبائل النظامشاهية والعمادشاهية والذهب شاهية والبريدشاهية وفتح القلعة المعروفة بقلعة كوه بعد حصار شديد ثم نازعه أمير قاسم تمكن بريد وكمال خان الدكني وملكا كثيرا من القرايا والقلاع و تمكن كمال خان من بيجابور وجلس على سرير الملك ثم إن إسماعيل عادلشاه جمع جنوده والتقى بصفدر خان بن كمال خان وهزمه وخرج كمال خان من بيجابور وفي سنة 940 اتفق أمير قاسم بريد مع شاه محمود وتوجها إلى تلنك وحاصرا قلعة تلكندة الحصينة وكانت تحت تصرف سلطان قلي قطبشاه ثم إن إسماعيل اعتل ومات سنة 941 وكان سياسيا أديبا شاعرا يتخلص بوفائي بارع في علم الموسيقي انتهى. 6
وقال أحمد بخشی هروي وما تعربيه :
حل محل أبيه، كان رجلا شجاعا وكريمة، استولى على دایکرد وساكرد
نصرت آباد، وسمي بعادل خان سوائی، ولما كان مسيطراً على مساحة أكثر من حكام الدكن قبل (سوائی) و كان يعني باثني عشر ألف فارس مقاتل مسلح، بعدهم للقتال، ويرسل سفنا إلى هرمز سنويا، ويطلب رجالا من العراق وخراسان، و يروون كان مضافا في منزل عماد الملك کاویلي، وقدم عماد الملك عدة موائد مليئة بالحوامر، وكلف كثيرا، ولما صار عماد الملك ضيفا على إسماعيل خان أحمد إسماعيل جيشه، وأطلعه عليه وقال هذا ما أقدمه إذا ما طلب أحد شيئا أقدمه
له، وقاتل نظام الملك ثلاث ما أفعله إذا ما طلب أحد خدمي نظام الملك ثلاث مرات انتصر فيهم عليه، وكانت مدة حكمه حمسا وعشرين سنة. 7
و الملك اسماعيل عادل شاه هو اول من ادخل لبس القزلباش الى جيشه ( و القزلباش قبعه حمراء تتكون من ١٢ زاوية او ريشة اشارة الى الائمة الاثني عشر و كانت لابسا رسميا لدى الصفويين كذلك ) .
3- ملو عادل شاه :
و كان خلف ابيه و حكم ٦ اشهر
و اساء السيرة و فعل المنكرات فتأمرت عليه والدته و بعض الامراء و ازاحوه عن الحكم . 8
4- ابراهيم عادل شاه :
و حل محل ابيه بمساعدة الامراء و لم يكن شيعيا
و ازاح لباس القزلباش من جيشه .
و كان يظهر التسنن و ازاح الشهادة" علي ولي الله "
من الاذان و الخطبة الى الائمة الاثني عشر عليهم السلام .9
و عندما كان على الفراش بسبب مرضه
ملك ابنه علي عادل شاه و اذن بالطريقة الشيعية
و ذلك بسبب تربيته من قبل العالمين الشهيدين الخواجة عناية الله الشيرازي و الملا فتح الله الشيرازي ، لانهما كانا القائمين على تريبيته و قد قتلهما ابراهيم عادل شاه عندما علم بتشيعهما و ابعد ابنه علي عادل شاه الى قلعة المرج فجعل وصيه ابنه طهماسب و الذي علم بأنه شيعي مثل اخيه علي عادل شاه . 10
و كان لابراهيم عادل شاه حروب عدة مع النظام شاهية منها انتصر و منها انهزم . 11
يتبع..
_____________
1- تاريخ الشيعة في الهند ، محمد سعيد الطريحي
2- تاريخ فرشته ، تاريخ الشيعة للمظفر
3- تاريخ الشيعة للمظفر
4- تاريخ الشيعة في الهند
5-الذريعة ، اقا برزك الطهراني
6-اعيان الشيعة ، السيد محسن الامين
7- تاريخ الشيعة في الهند
8- نفس المصدر
9-تاريخ الشيعة للمظفر
10-نفس المصدر
11- تاريخ الشيعة في الهند
