في الذكرى المئوية لها
الثورة العراقية الأولى ..
إندلعت شرارة الثورة العراقية الكبرى المعروفة بثورة العشرين بشكل مسلح في ال 30 من شهر حزيران 1920 نتيجة إعتقال شعلان ابو الجون شيخ عشيرة الظوالم في المثنى ، الرميثة ، وكانت بدايات الثورة عبارة عن مظاهرات خرجت في بغداد بالأخص من شارع الرشيد ، وفي النجف الأشرف وكربلاء ضد الإحتلال البريطاني على إثر مطالبات زعيم الحوزة آنذاك الميرزا محمد تقي الشيرازي الثاني بخروج البريطانيين واستقلال العراق ..
كما ينقل بازركان في كتابه الوقائع الحقيقية للثورة العراقية
انتهت بكفاح مسلح عارم من الجنوب حتى الشمال ضم عشائر الشيعة والسنة من العرب والعشائر الكردية في شمال العراق وغيرهم ..
وقد ورد اسم الشيخ شعلان كاحد اسباب القيام في اول مؤتمر للثورة عقد في كربلاء آيار 1920
كما يذكر عبد الرزاق حسني في كتابه الثورة العراقية الكبرى ..
على اي حال لم يكن مكتوباً للثورة ان تقوم في 30 حزيران لعدم جهوزية الثائرين للوقوف في وجه الاحتلال البريطاني ، وقد قامت معارك طاحنة بين العشائر السماوية والبريطانيين لعدة أيام على إثرها طلب الميرزا ايقاف القتال لحين الجهوزية ، وقد
أرسل الشيرازي مبعوثين إلى بغداد لمقابلة الجنرال ويلسون والتفاوض معه هما المرجع الكبير هبة الدين الشهرستاني وألخراساني
وقد وافق ويلسن ايضاً إجراء المفاوضات لكسب الوقت وتعزيز القدرات العسكرية لديه
حينئذ قام الميرزا بوضع شروط لايقاف القتال رفضها ويلسن جملة وتفصيلاً
سحب القوات البريطانية من مناطق القتال.
إعلان العفو العام عن المحكومين بالاعدام وإطلاق سراح المنفيين وعودته إلى العراق
غير أن البريطانيين قاموا برفض هذه الشروط لانها تعبر عن انتصار ارادة العراقيين حتماً .. وأنتهت المفاوضات بالفشل الذريع
بعد ذلك مباشرة أصدر الشيخ الشيرازي الفتوى المعروفة التي نصها
"مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين ويحق لهم ضمن مطاليبهم رعاية السلم والأمن ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا أمتنع الأنكليز عن قبول مطاليبهم"
كما نقلها عبد الرزاق حسني 106
بعد معارك الرميثة التي استمرت لعدة ايام انتشرت الثورة في باقي ارجاء العراق ، بالاخص بعد معركة الرارنجية والتي سحق فيها الجيش البريطاني ، وقد وصلت اصداء الثورة الى مناطق الانبار وديالى وشمال العراق ..
وطلبت القوات البريطانية التفاوض مع العشائر العراقية لفض النزاع المسلح ، وهذا ما دفع شيوخ النجف آنذاك لوضع شروط خاصة لايقاف القتال من بينها :
الاستقلال التام للبلاد وتشكيل حكومة وطنية عراقية
إطلاق سراح المنفيين
لكن رفضت الحكومة البريطانية تلك الشروط وأضطر أحد القادة العسكريين آنذاك الإنسحاب من منطقة الشامية إلى الكوفة بعد تهديد خادم آل غزي له وهو احد شيوخ عشائر النجف حيث قال
"إننا تعاهدنا وتحالفنا أمام آية الله الشيرازي ، إن نبذل كل ما في وسعنا في سبيل قضية بلادنا ، إن على الكابتن مان -القائد العسكري- أن يخرج من الشامية من رضاه أو بالقوة "
وقد بعث زعماء العشائر رسالة إلى الشيرازي تحكي له تفاصيل ما حدث وإن الوضع الأمني هو بين الأستسلام لهم أو الحرب ضدهم ، فقال الشيرازي في جوابه على مكاتباتهم
"إذا أصر الانجليز على غصبكم حقكم وقابلوا التماسكم السلم بالحرب فيجب عليكم الدفاع بجميع قواكم ويحرم لهم الاستسلام" ..
وقد قامت بعد ذلك انتفاضة آل فتلة والغزة من شمر على البريطانيين واخراجهم من النجف بعد معارك كثيرة ، والارجح ان قيامهم كان بسبب الضغط الشعبي والديني بسبب اتباعهم للمرجع الاعلى الشيرازي ..
قد كان الميرزا يقود الخطط العسكرية بنفسه ، وكان هبة الله الشهرساتني هو حلقة الوصل بينه وبين باقي روساء العشائرفي الفرات الاوسط والجنوب ..
بعد انتشار الثورة في الفرات الاوسط وجنوب العراق
وصلت فتوى الشيرازي إلى الانبار بواسطة مبعوثه السيد أبو زيد الذي سافر إلى الفلوجة والتقى هناك برئيس عشائر الجنابيين الذي كانت له اتصالات سابقة مع رجال الثورة في الفرات الأوسط وهذا ماساعد الشيخ على التواصل مع بقية الوجهاء ..
أصطحب شيخ الجنابيين مبعوث الشيرازي ابو زيد إلى بقية عشائر المنطقة ومنها الدليم وزوبع ..
واهم شخصية التقى بها أبو زيد هي ضاري الفياض شيخ عشيرة زوبع من شمر ..
عندما أطلع الشيخ ضاري على صورة فتوى الشيخ الشيرازي ورسالته قال
"يشهد الله تعالى على أنني عربي مسلم وقد عاهدته وأنت من الشاهدين- السيد أبي زيد - على أن عليّ أن أبذل الغالي والنفيس في سبيل إنقاذ بلدي من الإنكليز وليعلم العلماء والزعماء من أخواني أنني سأقوم بأدوار يسجلها التاريخ بعد أن يسمعونها فترضي الله والناس"
الحقائق الناصعة 306
..
كان للثورة العراقية تاثير إقليمي ودولي ، وهذا واضح من مراسلات الشيخ الشيرازي لعشائر سوريا وعلماء الازهر ، كذلك رسالته للرئيس الأمريكي ، على أمل ان ينال العراق إستقلاله ..
آمن العراقيون بالسلمية في مطالبة حقوقهم المشروعة ، لذلك كانت التظاهرات والمكاتبات وسيلتهم الوحيدة للتعبير عن رأيهم لمدة عامين من الزمن قبل قيام الثورة ، والتي قامت بسبب عنجهة الحكومة البريطانية ومحاولاتها لابقاء العراق تحت كفيها بدون شرعية واضحة ..
انتهت الثورة بعد إغتيال الميرزا الشيرازي -رأي الاغا بزرك و بازركان -
انتهت نهاية مدوية ، وكان من اسباب فشلها نشاط سلاح الجو البريطاني ، وقلة الامدادات وامتداد زمن الحرب وقطع الصلات بالعالم الخارجي ..الخ
وتقول الميس بيل عند وفات الميرزا " انه مات بسبب التعفن الشيخوخي"
العراق في رسائل المس بيل ص 160
وهذا يوضح الهيستيريا التي سببها الميرزا والعراقيين لهذه الدولة العظمى لاجل مطالبتهم بحقوقهم المشروعة ..
كل من يقول ان الثورة ركبها رجال الدين ، فنقول له انهم اساس الثورة ، وكل من يقول انها جائت لمصالح شخصية ، فنقول ان اغلب قياداتها الدينية نالت الشهادة .. فاي مصالح جنوها ، وهم معروفون بالزهد والورع بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء .. كما وصفت بيل الميرزا في رسائلها ..
ثورة وحدت العراقيين ، حين بدأوا يتبعون رجلا واحدا ، ويصلون في مسجد واحد .. يد بيد ..
الثورات التي توحد هذا الشعب مرفوضة .. من ابناء هذا الشعب قبل غيرهم ، فالتسقيط الذي طال ثورة العشرين ، سيطال اي ثورة مقبلة واي ثورة مضت ..
واعتذر عن الاقتضاب ، والذي سببه لي ضيق الوقت ..
وعدم ذكر شخصيات اخرى رئيسية ووقائع اساسية في الثورة ..
سلام الله على الميرزا الثاني والسيد هبة الله والشيخ ضاري
والسيد الحبوبي و شهدائها اجمعين ..
....
لمن اراد التوسع
الوقائق الحقيقية ، بازركان
الحقائق الناصعة ، فريق المزهر
العراق في رسائل الميس بيل ، الميس بيل
الثورة العراقية الكبرى ، عبد الرزاق حسني
ثورة الخامس عشر من شعبان ، عباس محمد كاظم
الثورة العراقية ، آرنولد ويلسن
حسين أحمد